مقدمة
تُعد القدم السكرية من أكثر المضاعفات التي يخشاها مرضى السكري، لما لها من تبعات صحية قد تكون خطيرة في حال تأخر التشخيص أو ضعف المتابعة. ورغم أن هذا الخطر يرتبط غالبًا بمرضى السكري من النوع الثاني، فإن مريض السكري من النوع الأول ليس بمنأى عن هذه المضاعفات، خصوصًا مع مرور الوقت أو ضعف التحكم في مستويات السكر في الدم.
تهدف هذه المقالة إلى طمأنة مصابي النوع الأول من السكري من خلال الوعي والوقاية.
ما هي القدم السكرية؟
القدم السكرية هي حالة صحية تُصيب القدم بمجموعة من التغيرات نتيجة لوجود جرح او قرحة غير مُعالجة بشكل جيد مع ضعف التحكم بالسكري وتتضمن:
•اعتلال الأعصاب الطرفية: ضعف أو فقدان الإحساس في القدم، ما يجعل المريض غير مدرك للجروح أو الضغط المزمن.
•ضعف التروية الدموية الطرفية: بسبب تضيق أو انسداد الشرايين الصغيرة المغذية للقدم.
•قابلية مرتفعة للعدوى: نتيجة انخفاض فعالية جهاز المناعة وتأخر التئام الجروح.
عند اجتماع هذه العوامل، تصبح القدم عرضة لتطور التقرحات، والالتهابات، بل وحتى الغرغرينا في الحالات المتقدمة.
هل مصابي السكري من النوع الأول معرّضون لخطر القدم السكرية؟
نعم، لكن بدرجات متفاوتة. فبحسب الدراسات، فإن مرضى النوع الأول الذين يحققون تحكمًا جيدًا في سكر الدم منذ وقت مبكر تقل لديهم احتمالية الإصابة بشكل كبير.
ومع ذلك، تبقى عوامل الخطر موجودة خصوصًا في الحالات التالية:
•مدة الإصابة بالسكري تتجاوز 10–15 سنة.
•وجود اعتلال أعصاب محيطية أو مشاكل في الكلى.
•انخفاض التحكم بمستويات السكر أو حدوث نوبات هبوط أو ارتفاع متكررة.
•وجود تشوهات في القدم أو تاريخ سابق للتقرحات.
بحسب الجمعية الأمريكية للسكري (ADA)، أكثر من 80% من حالات القدم السكرية تحدث لدى مرضى النوع الثاني.
علامات الإنذار المبكر التي تستوجب الاستشارة الفورية
•تنميل أو إحساس بالوخز أو الحرق في القدم.
•تغير لون الجلد (احمرار، زرقة، أو شحوب).
•تشققات أو جروح لا تلتئم.
•تقرحات أو انتفاخ في القدم أو الأصابع.
•نمو غير طبيعي للأظافر أو ظفر غائر.
•تغير شكل القدم أو وجود مناطق بارزة تسبب ضغطًا.
اين اذهب ؟
إلى أخصائي القدم والكاحل
أخصائي القدم والكاحل وهو متخصص حاصل على تدريب دقيق في تقييم وعلاج أمراض القدم والكاحل، ويتضمن دوره في إدارة القدم السكرية ما يلي:
•فحص القدم السريري وتقييم الإحساس والدورة الدموية.
•علاج التقرحات المزمنة والتهابات العظام المرتبطة بها.
•وصف أحذية طبية وتقويمات مخصصة لتقليل الضغط.
•تصحيح التشوهات البنيوية مثل القدم المسطحة أو أصابع المطرقة.
•اتخاذ قرار التدخل الجراحي في الحالات المعقدة.
أحدث ما توصل إليه العلم في الوقاية والعلاج
•أجهزة الفحص الذكي المبكر (مثل TF Scan): تُستخدم للكشف عن التغيرات الحرارية والضغط في القدم قبل ظهور الأعراض السريرية.
•تقنيات التصوير الحراري والجلدي الرقمي: تُساعد على تحديد مناطق الخطر بدقة.
•العلاج بالـ PRP والخلايا الجذعية: يُستخدم في بعض المراكز المتقدمة لتحفيز التئام الجروح المزمنة.
•تطبيقات ذكية للمراقبة: تتيح متابعة المرضى عن بعد وتنبيه الفرق الطبية في حال حدوث تغيّرات مقلقة.
رسالة طمأنينة لمصابي السكري من النوع الأول
إذا كنت تحافظ على مستويات سكر مستقرة، وتفحص قدميك يوميًا، وتتبع تعليمات الطبيب، فأنت تحمي نفسك بنسبة تفوق 90% من احتمالية الإصابة ب القدم السكرية أو الحاجة إلى تدخل طبي.
الوقاية تبدأ من وعيك، والعلاج يبدأ من متابعتك.
نصائح عملية للعناية اليومية بالقدم
•افحص قدميك يوميًا، خصوصًا بعد خلع الحذاء.
•اغسل القدمين بماء فاتر وجففها جيدًا، خاصة بين الأصابع.
•استخدم مرطبًا خاصًا، وتجنب وضعه بين الأصابع.
•ارتدِ أحذية طبية مناسبة ومغلقة من الأمام.
•لا تمشِ حافيًا في أي مكان.
•راجع أخصائي القدم والكاحل مرة سنويًا على الأقل، أو عند ظهور أي عرض.
المراجع العلمية:
1.Boulton AJM et al. “Comprehensive Foot Examination and Risk Assessment.” Diabetes Care, 2023.
2.American Diabetes Association – Standards of Medical Care in Diabetes 2024.
3.International Working Group on the Diabetic Foot (IWGDF) Guidelines, 2023.
4.Saudi Ministry of Health – Diabetic Foot Protocols, 2023.
5.American College of Foot and Ankle Surgeons – Clinical Guidelines, 2024.
📍تم إعداد هذه المادة ضمن جهود التوعية المستمرة من الجمعية السعودية للقدم السكرية. لمزيد